موازنة بين الامير عبد القادر الجزائري ومحمود سامي البارودي

Abstract

الحمد لله الذي أنعمنا بنعمة الأدب الذي يعدّ جزءا من هويتنا العربية والذي يعتبر رم ا ز للشّع ا رء الذين خلّدوا تاريخنا، ونظ ا ر لاتساع أدبنا العريق وغ ا زرة حقوله وفحولة شع ا رئه وسموّ لغته الفنّية ارتأينا في بحثنا هذا أن ندرس حقلا من حقول أدبنا العربي العريق وأن نتأمل في بعض أزهاره، ونسقيها بد ا رستنا وننعشها بآ ا رئنا حتى لا تذبل، فقد رعاها الأولون وتركوها للأواخر. هنا وقعت عينانا على زهرتين إحداهما في المغرب العربي والأخرى في المشرق العربي مزيّنة الأدب العربي فأغصانها سيف تحدى الاستعمار وأو ا رقها فكر ونب ا رس للعلوم،و ا رئحتها شعر جذبنا إليها وهما أميرنا وأمير العرب، المفكر وال ا رئد والمجاهد، والشاعر المتصوف والشهيد الأمير عبد القادر الج ا زئري، مع الشاعر والضابط الموهوب وال ا رئد الثاني للشّعر العربي محمود سامي البارودي، اللذان صنعا معا التاريخ فكانا فيصلين بين عهدين، عهد وصل فيه الشّعر إلى مجرد نظم بارد لا ح ا ررة فيه ولا انفعال وعهد عادت إلى الشعر روح الفطرة والصدق، فما كادت حركة الأمير والبارودي تظهر في الآفاق حتى ارتدت العربية تجول محلقة في السماء العليا، ا رصدة تاريخ أدبنا العربي، فلقد انصرف كلاهما عن شعر عصره إلى روائع الشعر العربي القديم، على اختلاف بينهما في درجة التقليد فقد صاغا شعريهما بلحن ملفت للعيون، ومثلج للصدور وخاطف للقلوب،رفيق، وهو رحيق يغذيه القديم بخير ما فيه وعاطفة جياشة .