المتخّی ل البولیسّي في روایة "الجریمة البیضاء" ل عمر بن شریط

Abstract

تختلف الّروایة البولیسّیة عن غیرها من الّروایات، كونها تلعب دو ا ر كبی ا ر في تحفیز القارئ. فهي تسهم في إدخاله في تساؤلات من أجل إیجاد الإجابة أو الحلّ، فالّروایة البولیسّیة شكل یت خّذ أدوات وعناصر خاصة به وال تّي لابّد أن تكون متوف رّة فیه كي یصّنف ضمن هذا الّنوع من الكتابة الّنثریة، فهي لم تكن من بین أجناس الكتابة العربیة الشائعة في أي زمن، ومحاولة كتابتها بأدوات بسیطة یؤدي إلى إعاقة القارئ وصعوبة فهمه للموضوع. وكانت الإرهاصات الأولى لهذا الشّكل الأدبي عند الغرب، فهم أسبق في الكتابة في هذا المجال، وكانت نشأته مبكرة،مّما جعله ا رسخا ومعتمدا من طرف الّقا رء أكثر من الّروایات الأخرى. وفي مقابل ذلك فإّننا نلاحظ جمیعا أنّ الأدب العربي بأكمله یكاد یخلو من هذا الّنوع، أي الّروایة البولیسّیة، ال تّي مجالها الجریمة والت حّقیق والّبحث عن الحلّ في الّنهایة. ویدخل في هذا التأخر العدید من العوامل منها ما هو متعل قّ بالمؤلف أو الّروائي، ومنها ما هو متعل قّ بظروف المجتمع المحیطة والحیاة المعیشّیة. وقد یكون هذا الضّعف للّر و ایة البولیسّیة في الأدب العربي ناجم من أغلب الّنقاد والّدارسین ال ذّین یرون ویزعمون أّنها لا تنتمي إلى فن الأدب ولا إلى حقله، وهذا ما جعل الأدباء یمارسون الكتابة بأنواعها إلاّ الّروایة البولیسّیة والأدب البولیسي، وینظرون إلیها نظرة احتقار وأّنها دخیل على الأدب العربي، وهذا الت أّخر یؤدي حتما إلى ضعف الأدب الج ا زئري في الكتابة الّروائیة البولیسّیة، فلا نجد ت ا ركم كبیر للقصّة أو الّروایة البولیسّیة كغیرها من الآداب الأخرى، فالعثور علیها أمر صعب وإن وجدنا هذا الّنوع فإّننا نجده محاولة لا ترتقى إلى المستوى المطلوب في الّروایة البولیسّیة. ولعلّ الدافع للقیام بهذه الّدا رسة في مجال الّروایة البولیسّیة تحت عنوان "" المتخّیل البولیسي في روایة الجریمة البیضاء لعمر بن شریط ""، هو حبنا للأدب البولیسيّ، بالإضافة إلى أّننا كنا شغوفین بخوض هذه الت جّربة واختیار نموذج روائي عربّي ج ا زئريّ بولیسيّ ، لأّنها تعتبر أول روایة بولیسّی ة لروائيّ شاب ج ا زئريّ ال ذّي غامر في مثل هذه الّنصوص، كما أنّ روایته جدیدة، وأّول إصدار له في مساره الادبي