شعرية السرد في رواية "الشجرة التي هبطت من السماء" ل عز الدين جلاوجي

Abstract

مرّ الأدب العربي بم ا رحل مختلفة ، وشهد في كل فترة ميلاد فنون أدبية جديدة متل القصة القصيرة المسرحية اولرواية، وهذه الأخيرة اكتسحت الساحة الفنية لتشهد إقبالا واسعا من الكتّاب الذين يتبنوها في تجاربهم، أما بالنسبة للقّ ا رء فيعتبرونها وسيلة للتنفس والاكتشاف، لأنها تفتح أبوابا لعوالم أخ رى رسمها الروائي للتعبير عن أفكاره وثقافته، أو ينقل من خلالها قضايا اجتماعية وسياسية وتاريخية، والكاتب في هذه المرحلة يحتاج إلى وسيلة ليبني بها عوالم الرواية، وهو السرد أو تقنيات السرد التي تنظم بدورها الأحداث وتشكل الشخصيات وترسم تفاصيل المكان والزمن، وأنماط مختلفة من الحكي. يعتبر السرد شكل الحكاية، ويتميز بمبادئه وأشكاله، وله جملة من التقنيات الخاصة به منها تقنية ال ا روي المتعدد والمفارقات الزمنية، وللرواية أيضا عناصرها الخاصة منها الشخصيات والحبكة اولزمن اولمكان، ورغم هذا الاختلاف فيما بينهما، إلا أنها تجمعهم علاقة عضوية تكاملية لا يمكن الفصل بينهم، والتقارب الموجود بينم يتجلى في الاشتغال المشترك بين ما هو جمالي وحكائي، وبين هذا وذاك تتولد الشعرية أو شعرية السرد التي تعدّ من ملامح الرواية الحديثة، ولقد انحصر مبدؤها العام في أنها تبحث في القوانين العامة التي تحكم النص لتمنحه خصوصية متفردة عن باقي الأنماط التعبيرية. عرفت الرواية الج ا زئرية أيضا انفتاحا ملحوظا على تقنيات سردية حديثة، لذا انتقينا رواية "الشجرة التي هبطت من السماء" لعز الدين جلاوجي، للإبحار في تفاصيلها واكتشاف آليات توظيف هذه التقنيات، ولسبب موضوعي آخر اخترنا هذه الرواية فقبل صدورها، عمل الروائي على الترويج لها، ليخبرنا عن تفاصيل حول بنيتها، مثل: المزج بين العجائبي والت ا رث والواقع الاجتماعي، وهذا ما