أثر استخدام القصص الرقمية في تحسين مهارة التعبير الكتابي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية )المستوى الرابع أنموذجا(

Abstract

شهد العالم في العقود الأخيرة تحولات عميقة وجذرية بفعل الثورة الرقمية التي غيرت ملامح الحياة في مختلف المجالات، ومنها مجال التربية والتعليم. فقد أصبحت تكنولوجيا الإعلام والاتصال عنص ا رً لا غنى عنه في بناء مناهج حديثة واست ا رتيجيات تعليمية فعالة تستجيب لمتطلبات العصر الرقمي. ولم يعد المتعلم المعاصر يتفاعل بسهولة مع الوسائل التقليدية في التعليم، بل أصبح أكثر انجذاباً إلى الوسائط التفاعلية التي تجمع بين الصو رة، الحركة، الصوت، والنص، وتوفر له بيئة تعليمية محفّزة وأكثر ارتباطاً بواقعه اليومي. وفي خضم هذا التحول، بدأت المدرسة تعيد النظر في أساليبها وط ا رئقها، متجهة نحو دمج الوسائل الرقمية في العملية التعليمية. وقد شكّلت القصص الرقمي ة إحدى أبرز هذه الوسائط المستحدثة، التي نجحت في الجمع بين جمالية السرد ومتعة التفاعل، مما جعلها أداة فعالة في تدريس اللغة وتنمية المها ا رت التعبيرية لدى المتعلمين، لا سيما في م ا رحل التعليم الابتدائي، حيث تتشكل اللبنات الأولى للقدرة اللغوية والفكرية. إن التعبير الكتابي، ب اعتبار ه مهارة مركبة تجمع بين التفكير، التنظيم، الإبداع، والاستعمال السليم للغة، يُعد من أصعب المها ا رت التي يُواجه فيها المتعلمون صعوبات متعددة، سواء من حيث الفهم أو الإنتاج. وتزداد هذه الصعوبات وضوحًا في المرحلة الابتدائية، حيث يعاني العديد من التلاميذ من ضعف في القدرة على التعبير عن أفكارهم بطريقة مكتوبة سليمة ومت ا ربطة. ويعود ذلك إلى أسباب مختلفة، من بينها قلة التحفيز، ضعف الرصيد اللغوي، وغياب الأساليب التعليمية المشوقة والفعال ة. من هنا، بدأت تظهر الحاجة إلى توظيف موارد تربوية بديلة ومتكاملة، قادرة على الجمع بين التسلية والتعلم، التحفيز والمحتوى المعرفي، وهو ما توفره القصص الرقمية، التي أضحت اليوم واحدة من أهم أدوات التعليم الحديثة، خاصة في مجال تنمية المها ا رت اللغوية. فهي تقدم محتوى قصصيًا غنيًا بأسلوب سهل وممتع، يُمكن المتعلم من توسيع معجمه اللغوي، وتطوير خياله، وتعزيز قدرته على التعبير، سواء الشفوي أو الكتابي. تُوظف القصص الرقمية في بيئات تعليمية متعددة، وقد أثبتت فعاليتها في إثارة اهتمام المتعلمين، وتحفيزهم على التفاعل، وتشجيعهم على الإنتاج اللغوي. فبفضل طبيعتها التفاعلية، تخلق هذه القصص تواصلاً ديناميكيًا بين المتعلم والمحتوى، وتفتح له أفقًا للتخيل والابتكار. كما تتيح للمعلمين وأولياء الأمور وسيلة جديدة لم ا رفقة الطفل في مسار تعلمه، وتعزيز قد ا رته التواصلية والإبداعية