الانسجام في القرآن الكريم سورة الروم أنموذجا-

Abstract

بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتابعين، أما بعد : فموضوع الانسجام ليس بحد ث طار ئ على الد ا رسات اللغوية، بل له جذور قديمة في الد ا رسات البلاغية والتفسيرية، فهو من القضايا القديمة التي لقيت اهتماما من العلماء منذ القرون الأولى، خاصة في الد ا رسات الإسلامية، فقد جسد القرآن الكريم أس مى صور الانسجام النصي، حيث ا ت سم بنا هؤ ال لغوي بت ا ربط محكم وتناغم دقيق بين أج ا زئه، فقد وضعت كل لفظة في موضعها الأنسب، وجاءت كل أية في سياقها المتكامل ليشكل النص القرآني وحدة متماسكة في اللفظ والمعنى، وقد كان لهذا الإعجاز أثر بالغ في دفع العلماء إلى التعمق في استكشاف هذا النظام ال لغوي المتكامل والوقوف على إعجازه ودقة تأليفه . ومع تطور العلوم اللسانية في الفكر الغربي خلال القرن العشرين، انتقلت د ا رسة الانسجام من نطاق البلاغة والتفسير إلى نطاق اللسانيات النصية وتحليل الخطاب، وبدأ الانسجام يأخذ بع دا جدي دا أكثر عم قا حيث أصبح معيا ا ر نص يا يقاس ب ه تماسك النصوص وانتظامها الداخلي، وهكذا تطور مفهوم الانسجام من كونه فكرة بلاغية تقاس بها جودة النصوص إلى عنصر أساسي في بناء النصوص، ودعامة من دعائم التحليل اللساني الحديث. وانطلاقا من هذا التلاقي تسعى د ا رستنا الموسومة "بالانسجام في القرآن الكريم -سورة الروم أنموذجا " إلى تسليط الضوء على د ا رسة ظاهرة الانسجام من منظورين: منظور عربي قديم - ومنظور غربي حدي ث، ومن ثم تحليل سورة الروم بوصفها نمو ذجا غنيا لتجلى الانسجام في الخطاب القرآني .