القوى الإنجازية في ديوان اللهب المقدس للشاعر مفدي زكرياء نماذج مختارة-

Abstract

الحمد لله رب العالمين ال ذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين وجعل الل غة العربية مفتاحًا له، وجعل البيان معجزةً خالدةً تتحد ى الفصحاء والبلغاء على م ر العصور وال صلاة وال سلام على المبعوث بالح ق، سي دنا محمد خاتم الأنبياء وال رسل ال ذي أوتي جوامع الكلم وخ ص ه الله بالفصاحة والبيان، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الد ين. أ ما بعد : أنزل الله القرآن بلسان عربي، وهو ما رفع شأن العربية فكانت عبر الت اريخ أعظم الل غات، وأه م أداة للت واصل الل غوي فهي ليست مجرد نظام من الرموز، والأصوات، بل هي كائن قائم بذاته، يحمل في طي اته روح الأ مة، وتاريخها وثقافتها وفي عصرنا الحديث حيث تعدد ت وسائل الت واصل، وتشع بت مناحي الخطاب، ظهرت الحاجة الما سة إلى دراسة الل غة لا كبنية مجردة فحسب، بل كظاهرة تواصلي ة حي ة، وكأداة فاعلة في تشكيل الوعي الجماعي وإعادة تشكيل الواقع. وفي هذا ال سياق، ظهرت الت داولية كأحد أه م فروع الل سانيات لتدرس الل غة في سياقها الت واصلي، وقد تط ورت الت داولية على يد العديد من الفلاسفة وعلماء الل غة لتصبح علمًا قائمًا بذاته، له نظرياته ومناهجه ومفاهيمه الخا صة . وتعد نظري ة "أفعال الكلام" ال تي أ سسها الفيلسوف البريطاني "أوستين"، ث م ط ورها تلميذه "جون سيرل"، من أه م الأسس ال تي قامت عليها الد راسات الحديثة في الت داولي ة، ومنطلقها كان من فكرة جوهري ة هي أ ن الكلام المنطوق ليس مجرد نقل للوقائع وإيصال للأفكار، بل إن ه يحقق آثارً ا ملموسة في الواقع . ومن هنا تبرز أهمي ة دراسة القوى الإنجازي ة، ال تي تعب ر عن القوى الكامنة في الكلام وا ل تي تحدث تغييرا سواء على المستوى الفكري أو الوجداني أو حت ى الاجتماعي . يبرز ديوان الل هب المقد س"لل شاعر الكبير" مفدي زكريا ال ذي كتبه في أصعب ال ظروف، عايش فيها المعاناة والعذاب ومرارة الاستعمار كبقية أفراد ال شعب، فلم يكن مجرد تعبير عن مشاعره الوطني ة، أو سردًا للآلام وتصويراً للمعاناة بل ح وله إلى سلاح فع ال في تحريك الوعي الوطني، وإشعال روح المقاومة ونبذ الاستعمار، لقد ملك مفدي زكريا العبقري ة الل غوية فزاوج بين الفن الجمالي لل شعر وبين الفعل الث وري ال ذي سعى به إلى تغيير الواقع، وهو ما جعله نموذجا فريدًا للد راسة الت داولي ة.