الخطاب السردي عند السعيد بوطاجين بين التفكيك وإعادة التركيب: رواية "السادة الأنذال" أنموذجا

Abstract

يُعدّ الخطاب السردي من أبرز المكونات البنيوية للنصوص الروائية الحديثة، إذ لم يعد مجرّد وعاء محايد يُفرغ فيه المحتوى الحكائي، بل غدا فضاء تُمارَس فيه عمليات معقّدة من البناء والتفكيك والتركيب، تتداخل فيها الوظائف السردية مع التجريب الجمالي والوعي الحادّ بأسئلة الكتابة. وفي هذا السياق، يبرز إسم السعيد بوطاجين كأحد أبرز الأصوات الروائية الج ا زئرية التي خاضت مغامرة التجديد السردي، من خلال إنزياح واضح عن الشكل التقليدي للسرد، وعلى رؤية تفكيكية تتجاوز النمطية، وتتوسّل إعادة تركيبٍ واعية لبنية الخطاب الروائي . وتُعدّ روايته " السادة الأنذال " نموذجًا دالًً على هذا المسار، إذ تشكّل مختب اً ر سرديًا تتجلّى فيه عمليات التفكيك التي تطال الزمان والمكان، والمرجعيات، واللغة، والشخصيات، إلى جانب إست ا رتيجيات تركيب معقّدة تسعى لإعادة تشكيل المعنى وتورّط القارئ في إنتاجه. فالرواية تُعيد مساءلة الثوابت السردية من خلال تعدد الأصوات، وتكسير الخطية الزمنية، وإنزياح اللغة نحو الشاعرية والتجريد، مما يجعل من الخطاب السردي فيها بنيةً مفتوحة على التأويل والتفكيك . وانطلاقًا من هذا المنظور، تسعى هذه المذكرة إلى مقاربة الخطاب السردي في رواية "السادة الأنذال" من خلال رصد تجليات التفكيك وإعادة التركيب، والكشف عن آلياتهما داخل النص، ومدى إسهامهما في إعادة تشكيل الحكاية وبناء دلًلًت جديدة. كما تهدف إلى مساءلة حدود هذه الرؤية السردية وجدواها الجمالية والمعرفية، ضمن سياق التحولًت التي عرفتها الرواية الج ا زئرية المعاصرة . وتتوزع الد ا رسة على جملة من المحاور النظرية والتحليلية، حيث نرصد في الفصل الأول الخطاب السردي: الأسس النظرية والتحولًت الدلًلية حيث نتطرق حول مفهوم الخطاب السردي ومفهوم التفكيك