الصورة النفسية للشاعر أبي نواس بين النويهي والعقاد د ا رسة تحليلية مقارنة

Abstract

إنًّ النّقد الأدبي في أولى م ا رحله بوصفه فنا ذوقيا ، قد اعتمد على الانطباع العام والذوق الشخصي في الحكم على النصوص الأدبية ، وكانت مهمته الأساسية التمييز بين الجيد والرديء من الأعمال الأدبية ، وقد استند هذا التوجه فيما بعد بالمقاييس البلاغية والجمالية زمنا طويلا، فعند الغرب –مثلا- ظل النقد أسي ا ر للمنهج الكلاسيكي والبلاغي حتى أواخر القرن التاسع عشر حين بدأت العلوم الإنسانية كعلم التاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلوم أخرى . وخلال عصر النهضة الأوروبية ومع ظهور النزعات العقلية والإنسانية التحررية كالثورة الصناعية والثورة الفرنسية التي نادت بالتحرر وكذا تحور الفكر الأوروبي بالإضافة إلى ظهور المنطق ظهرت مناهج النقد الحديث التي انقسمت إلى قسمين : مناهج خارجية اهتمت بتحليل النص انطلاقا من المعطيات الخارجية التي تحيط به وقد سميت بالمناهج السياقية وهي : المنهج التاريخي الذي يعتبر اطا ا ر عا ما خرج منه المنهج الاجتماعي والنفسي فاعتمد كل من المنهج التاريخي والاجتماعي على د ا رسة النص في سياقه الزمني والاجتماعي حيث ينظر إلى الأدب كم آ رة تعكس التحولات التاريخية، والظروف المجتمعية التي أحاطت بالمؤلف،ومن هذا التوجه انبثق النقد النفسي متجاو ا ز الظرف الخارجي إلى استكشاف أعماق الذات، ومناهج داخلية اهتمت بالبنية اللغوية للنص وسميت بالمناهج النسقية ،إذ بدأ يهتم بما هو داخلي وخفي في نفس المبدع معتب ا ر أن الأحداث الخارجية لا تكفي لفهم النص ما لم تحلل أي ضا التجربة النفسية التي أنتجته ، وقد كان سيغموند فرويد هو حجر الأساس لهذا التحول ، حين وضع مبادئ التحليل النفسي، كاشفا عن عالم اللاوعي ، وعن الأثر العميق للمكبوتات و الرغبات في السلوك الإنساني والإبداع الفني ،ومن هنا بدأ النقد الأدبي يتلمس طريق ا جدي دا ، يمزج فيه بين الأدب و علم النفس وظهر ما يسمى النقد النفسي بوصفه أداة لفهم النص الأدبي من خلال شخصية المؤلف أو شخصيات العمل الأدبي في ضوء المفاهيم النفسية ، هذا التيار الجديد سرعان ما مقدمة