النصوص والمساءلة الثقافية /قراءة في كتاب النقد الثقافي – قضايا ورؤى

Abstract

عرفت السّاحة الأدبيّة مجموعة من المناهج والنّظريات الأدبيّة التي حاولت د ا رسة النّصوص ومحاورتها والنّظر إلى بنياتها ومحيطها الخارجي الذي أثر فيها بطريقة أو بأخرى كالمناهج السّياقيّة )التاريخي، والاجتماعي ، والنفسي...( والمناهج النّسقيّة )الأسلوبي، والبنيوي والسّيميائي..( فكانت كل هذه الدّ ا رسات رهينة أفكارها ومواقف روادها ومنظريها، فقد اهتمت المناهج الأولى بالسّياق الخارجي الذي يحكم النّص، أما الثانيّة فعملت على د ا رسة النّص كبنيّة مستقلة في ذاته ومن أجل ذاته، فكانت كل هذه المناهج غير قادرة على الوصول إلى موضوعيّة المعنى لأنّها رهين القوانين التي تميّز كل نوع على حدى. فيكون النّص الأدبي بمعزل عن الحقائق وايديولوجيات والثّقافة بواسطة صيغ اللّغة . فجاء النقد الثقافي ليتجاوز د ا رسة جماليات الأسلوب والبنية إلى نقد محمولات النّصوص الثّقافيّة، وكشف ما تخفيه من أنساق مضمرة، فطبيعة هذه الأنساق الثّقافيّة هي المتحكمة في هويتها ووجودها، ورغبتها في إعادة الاعتبار للقيم الإنسانيّة، فجاء النّقد الثّقافي ليعيد النظر في المحيط العام الذي أنتج فيه الخطاب، فأبان عن الكفاية المعرفيّة الإج ا رئيّة، في تلمس المعنى والإحاطة بالنّص وكشف أغوار وخلفيات النّصو ص وتأويلها، والنّظر لمدى ملاءمة العناصر النّصيّة وأبعادها الاجتماعيّة للظواهر المدروسة انطلاقا من أدوات إنتاج النص دون طبقيّة، فتشير إلى القضايا السّياسية، وتثور على اللا تكافؤ الاجتماعي، وكشف فضاءات الهيمنة، وفضح الممارسات المتناقضة، وهذا الوعي النقدي التي تسعى إليه . وأثبت النقد الثقافي قدرته على د ا رسة شاملة لكل الأجناس الأدبيّة و الظواهر الإنسانية، بكل ما تحمله من ت ا ركم كمي وكيفي وانطلاقا من هذا كان موضوع بحثنا موسوما ب" ال نصوص والمساءلة ال ثقاف ية ق ا رءة في كتاب ال نقد ال ثقافي." وانطلقنا في العمل على هذا الموضوع وفق سببين : الأول موضوعي/ يتمثل في أهميّة مواكبة الدّ ا رسات النّقديّة الحديثة والمعاصرة، وما تفتحه من أفق د ا رسة جديدة للنصوص الأدبيّة، هذا ما يعزز مكانتها ويضمن استم ا رريتها، لأنّ النص الواحد يخضع لعدة ق ا رءات، وما يقدمه النّقد الثّقافيّ كمنهج حداثي معاصر يستحق النّظر إلى آلياته وقواعده لأنّه يخدم النّص من وجهة نظر مغايرة لم تكن سابقا