مفهوم مصطلح التلقي في المقالات الأكاديمية النسوية

Abstract

نظ ا ر لما يشهده العالم من التطور العلمي، كان لابد من الاتجاه نحو الاهتمام بأكثر دعامة في عملية التواصل والمعرفة على حد سواء في اللغات العالمية عامة، واللغة العربية خاصة، حتى تواكب هذه الأخيرة طوفان هذا التقدم ألا وهي قضية المصطل ح، الذي يعتبر الناطق الرسمي باسم العلم الذي يعبر عنه وبطاقة التعريف الخاصة به، فهو يحمل عبء المعرفة التي تختزل في إطاره، ل ذلك تسعى مختلف العلوم إلى تحديد مصطلحاتها تحديدا دقيقا، كما شهدت الساحة النقدية في مرحلة ما بعد الحداثة فوضى اصطلاحية عارمة، من وحي التعدد والتداخل والاختلاف، فتولدت إشكالية اصطلاحية لا يحسد الخطاب النقدي العربي عليها، ومن بين المصطلحات التي أثارت جدلا واسعا في الساحة النقدية مصطلح "التلقي"، الذي انتقل إلى النقد العربي من خلال التفاعل مع النظريات الألمانية والفرنسية في سياق ما بعد البنيوية، وحظي باهتمام واسع في حقل الد ا رسات الأدبية والنقدية، كونه أحد المفاهيم التي أحدثت تحولا في تمثّل العلاقة بين النص والقارئ ، وبين المبدع والمتلقي، فمصطلح التلقي لا يحيل فقط إلى فعل الفهم أو الاستقبال، بل يتجاوز ذلك إلى مقاربة جديدة للعمل الأدبي تركز على دور القارئ في إنتاج المعنى، غير أن هذا المصطلح منذ ظهوره وتطوره داخل الحقل الغربي أفرز نوعا من الارتباك في توظيفه داخل بيئته الأصلية )الألمانية( ثم بعد انتقاله الى الثقافة العربية والتداول النقدي العربي، اذ لم يكن دائما واضح الحدود، وسرعان ما بدا متداخلا مع مصطلحات ومفاهيم أخرى كالاستقبال والق ا رءة والاستجابة وغيرها من المصطلحات التي تسعى الى التعبير عن دور القارئ في العملية الأدبية، ومن هنا تبرز أهمية الوقوف عند هذا المصطلح، لا باعتباره مجرد آلية تداولية، بل كمفهوم إج ا رئي له أبعاده الفلسفية والجمالية . يستدعي هذا الطرح مساءلة "مصطلح التلقي" ضمن السياق النقدي العربي: ما هي الإشكالات التي ا رفقت تأصيله؟ وكيف تم توظيفه في الممارسة النقدية العربية؟ وما مدى مطابقة المصطلحات