الفكر الشيعي في العصر العباسي دعبل الخزاعي انموذجا

Abstract

الحمد رفيع الشآن و المقام الذي لا يسهى ولا ينام خلق الخلق و جعل إدراك العقل وبيان اللسان فيهم فرقا بين الأنام و الأنعام و الصلاة و السلام على محمد سليل الأنبياء و سيد ولد آدم بلا كبرياء أخرج الناس من ضلالة عمياء وجهالة جهلاء مات وتركهم على المحجة البيضاء وعلى آل بيته الأتقياء الأصفياء الذين نصروه في الرخاء وكانوا عزوته إذا اشتد البلاء و على أصحابه الأخيار ناشري الدين وفاتحي الأمصار جاهدوا في الله حق جهاده حتى كتبوا من الصادقين الأبرار ثم أما بعد: العرب تلك الأمة التي تقطن الصحراء بعيدا عن موطن الحضارة آنذاك برعت في الشعر الذي يعتبر أصح علومها وأهمها هذا الفن الذي يظهر لنا حقيقة العرب ونظام عيشها في قصائد مازالت خالدة إلى اليوم ، لقد صور لنا الشعر العرب أمة قبلية لا تخضع لنظام عام على طريقة الإمبراطوريات و الممالك حينها ، بل تحكمها أعراف و عادات مشتركة لا يجوز الخروج عنها يتعصب لها وتقرع طبول الحرب من أجلها ثم جاء الإسلام فهذب عقل العربي فخفت تلك العصبيات وزالت النعرة التي كانت تحرك القبائل وتقودها الى الاقتتال وهاتين المرحلتين الجاهلية و الإسلام كان العربي ينظم القصائد فقد وجد في هذه المتغيرات مرتعا عظيما لشعره فسجلت هذه الحقبة أروع القصائد من أهم الشعراء الذي عاشوا المرحلتين أو من الذين ولدوا وعاشوا في ظل الإسلام ، لكن لم تدم هذه الروح الإنسانية الراقية كثيرا فقد حدثت جملة من الأحداث السياسية غيرت بنية المجتمع العربي من قبائل إلى طوائف فنظمت القصائد في هذا الباب وأصبح للشاعر انتماء طائفي استبدله بالانتماء القبلي فبعد أن كان الشعر في القبيلة صار الشعر في الطائفة التي ينتمي إليها الشاعر .