أثر الصوائت في التشكيل الصوتي للعربية

Abstract

فإن للصوائت مهمة جليلة في العربية إذ تعد أساسا لقوة الإسماع في لغة راسخة القدم في تاريخ المشافهة، وهي خاصية طبع عليها العلم العربي حيث تلقفه الرواة حتى عصر التدوين، وظهر دورها في تسهيل عملية النطق وسرعة الانتقال من حرف إلى آخر ليوصل بذلك الكلام بعضه ببعض، ولكن على الرغم من أهميتها إلا أن علماء العربية لم يهتموا بها كاهتمامهم بالصوامت، فقد كان جل اهتمامهم منصبا على الصوامت باعتبارها أصول الكلمات وجذورها ، لذا فصلوا في تحديد مواضع نطقها وصفاتها، وما يحدث فيها من إدغام وغير ذلك... إن إهمال العرب للصوائت كان خطأ كبيرا في الدرس الصوتي العربي،لأن بناء الكلمة يعتمد على الصوائت شأنه شأن الصوامت، فالصوائت تتقاسم تركيب الكلمة مع الصوامت دون تفضيل لأي منهما على الآخر، ولعل السبب في إهمال دور الصوائت في بناء الكلمة عند علماء العربية يعود إلى غياب رموزها الصوتية، فليست هناك رموز صوتية لها، بل استحدث العرب علامات إعراب لها لم تسد الحاجة اللغوية وتزيل الإبهام والغموض في السياق اللغوي.