الأساس الصوتي بين المعجمية و العروض عند الخليل بن أحمد الفراهيدي

Abstract

فإن اللغة هي أحد المقومات الرئيسية لأي أمة من الأمم، فتطور الأمة و استمرارها مرهون بمحافظتها على لغتها و قدرة هذه اللغة على التطور و النمو و الاستيعاب و لا شك في أن اللغة العربية هي إحدى أغنى اللغات الحية المتجددة و یكفيها شرفا و اعتزازا أنها حملت رسالة السماء على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و ظلت هذه اللغة، لغة الحضارة و الإنسانية لعدة قرون، حتى أن بعض من الشعوب التي دخلت الإسلام نبذت اللغة الغربية إلى درجة أنها تناست لغتها الأصلية آشعب فارس الذي تكلم العربية لمدة تزید على قرن من الزمن و ما وصل إلينا من عصور ما قبل الإسلام من الأدب و حكم الأمثال دليل واضح على فصاحة العربية و قدرته على البيان. و بعد ما جاء الإسلام ازداد الاهتمام باللغة العربية لفهم القرآن و زاد الاهتمام بها أآثر في العصور التي تلت صدر الإسلام خصوصا عند اختلاط العرب بالعجم فبرزت طائفة من العلماء و أهل اللغة و حملت على عاتقها لواء و جمع ألفاظ اللغة العربية و حمایتها من ظاهرة اللحن، و آان الخليل رحمه الله الرائد الأول في هذا المجال من خلال انجازه الكتاب و اآتشافه لعلم العروض، و نظرا لأهمية العلمية التي یكتسبها الموضوع فقد اخترناه مجالا لدراستنا هذه إیمانا منا بخدمة لغتنا العربية التي لازالت و آما آان الخليل بن أحمد إماما مبتكرا في اللغة و النحو و العروض آان مثلا رفيعا من الخلائق الإنسانية الفاضلة و الزهد و الورع و التقوى و آان سمحا آریما، سخيا بعلمه، جوادا بمعارفه المبتكرة، یهب لتلاميذه علمه بعد أن یضع لهم القواعد و الأصول و قد أآلت الدنيا بعلمه و آتبه.