البعد السياقي في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي

Abstract

تعتبر علوم القرآن من أشرف العلوم وأجلَّها وأفضلها، وأنفعها لكون موضوعها كتاب الله، ولكون غايتها الاعتصام بكلام الله، ما جعل الصَّحابة والتَّابعين، ومن جاءَ بعدهم يهتمون بهذا العلمِ فأقبلوا على كتاب الله مفسرَّين ألفاظهُ، مو ضحين معانيه، كاشفين عن علومه، وحقائقه، مظهرين إعجاز بيانهِ، مُجَّلين محاسنه، ولأن معرفة السَّياق تعتبرُ من الأدوات الفنية التي تساهم في تحقيق ذلك كون القرآن الكريم نزل متفرقا حسبَ الظروف والأحوال فقد نالَ السياق حِصَّة الأسد من – – اهتمام الدَّارسين وعلى وجه الخصوص المفسرين، وعلماء القرآن إلى درجة أنهم اعتبروه من الحل ي الث مينة التي وجبَ على أ ي مقبل على القرآن الكريم سواءُ بالقراءة أو بالدَّراسة أن يتزيَّن بها لأنهم أدركوا بحِسَّهم العلمي أن استجْلاَءَ الحقائق العجيبة الكامنة وراء الخطاب القرآني، وإدراك معانيه، والفهم الدقيق السليم لمقصديَّة كلام الله عزَّ وجلَّ لا يتحقق إلاَّ من خلال المعرفة والإحاطة الشَّاملة بمختلف الملابسات السياقية التي أحاطت بالنص القرآني.