اللغة العامية وعلاقتها باللغة العربية الفصحى في الرواية الجزائرية رواية "مملكة الفراشة'' ل واسيني الأعرج أنموذج ا

Abstract

لقد تطورت اللغة العربية مثلها مثل باقي اللغات في العالم ومرت بعدة م ا رحل، فلا يختلف إثنان حول حيويتها بدءاً بالعصر الجاهلي الذي عرف الألفاظ الصعبة في التداول والتناول لنا، ثم سرعان ما تركتها لتنهل من ألفاظ القرآن الكريم فتشبعت ببلاغة فاقت الخيال. ولا ت ا زل في تطور وتغير حتى بلغت ذلك التطور الحر الذي جعلها تتنازل وتفقد بعض سماتها وبريقها ممتزجة بلهجات مختلفة عبر الأقطار والدول العربية. ولا ننكر أنه وبرغم التطور والتغير إلا أنها كانت تسير وفق نظام محكم وقواعد محددة في أغلب الأحيان، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الظواهر في مرحلة تطور هاته اللغة، فأكثر ما يشد إنتباهنا هو إنتقال اللغة العامية المتداولة بين عامة الشعب الى اللغة العربية الفصحى و هي اللغة الرسمية المتدا ولة بين الطبقة المثقفة. بل وحتى إلى أكثر الطبقات تمكناً لها وهي طبقة الكتاب والمؤلفين، فأضحت معظم الروايات التي كانت أمس ذات طابع لغوي فصيح ،اليوم وقد تسربت إليها الألفاظ والمفردات العامية. أو بعبارة أخرى نقول تسريب اللهجة العامية لكل كاتب إلى شخصياته من خلال كتاباته و هنا نتحدث بالخصوص عن الروائي الذي جعل لسان شخصياته الروائية ناطقاً باللغة العامية )اللهجة العامية(، على عكس ما ألفناه سابقا، حيث أنه حتى ولو كانت الشخصية من عامة المجتمع أو عامة الناس ومن طبقة غير مثقفة فلسانها الناطق كان يخلقه الروائي لساناً لغوياً فصيحاً.