المقاييس البلاغية في صناعة الشعر عند القرطاجني

Abstract

إن كتاب القرطاجني يمثل مشروعا بلاغيا متكاملا، لم يسبق إليه من قبل، فهو يؤسس لمنطلقات جديدة للقوانين البلاغية ليعلم بذلك ما يحسن وما لا يحسن من الشعر . واعتمد في ذلك المرجعية اليونانية في مفهوم الشعرية، بالاعتماد على الفلاسفة الشراح، فهو اتجه صوبهم واطلع على تصوراتهم للشعر، غير أنه أدرك قصور نظرتهم وقوانينهم في الشعر مما حدا به إلى تبني استراتجية جديدة في قراءته لأرسطو أكثر إنتاجية حاول بها صياغة المنطلق النظري العلمي المتعلق بالأسس البلاغية للصناعة الشعرية، الذي يفتح البلاغة على النقد الأدبي وعلى كل المقومات الفلسفية واللسانية والشعرية التي تسنده . إن النقلة التي أرادها القرطاجني للبلاغة تجاوزت البحث في أبواب منفصلة وأصناف بلاغية إلى بحث في قوانين متلاحمة تؤلف نظرية عامة لا ملاحظات جزئية مما أكسب نظرته تتسم بالنظرة الشمولية، وتتجاوز المألوف في المباحث البلاغية .