محاسن النصوص الأدبية انعكاس لتمازج النحو والبلاغة ـ قراءة في مقالات البشير الإبراهيمي ووحي القلم للرافعي.

Abstract

للنحو والبلاغة مقترنين متمازجين دور جليّ في صياغة النصوص الأدبية الراقية؛ ذلك أنّ عقدة الأزمة ليست في اللغة ذاتها، بقدر ما هي مهارة في حسن المزاوجة بين هذين الفنين ضمن قالب من قوالب التأليف. فاللغة ليست قواعد صنعة وقوالب صماء تضني معلمها أو متعلمها أو الكاتب بها حفظا أو تلقينا أو ممارسة، دون أن يكتسب هذا المتعلم ذوق العربية ومنطقها وبيانها، وقد يتخصص في دراسة اللغة العربية حتى ينال أعلى درجاتها، ويعييه مع ذلك أن يملك هذه اللغة أو أن يكتب خطابا بسيطا بلغة قومه. إنّ مؤلفي النصوص الأدبية الراقية قديما أو حديثا لم يبلغوا الذي بلغوه إلا بحسن التأليف بين فني البلاغة والنحو بعيدا عن قواعد الصنعة والإجراءات التلقينية والقوالب الصماء. إنه لا بدّ لكل كلام يستحسن، ولفظ يستجاد من أن يكون للاستحسان جهة معلومة وعلة معلولة معقولة يحددها تناسق الدلالة وتلاقي المعاني، على الوجه الذي اقتضاه العقل.. وهو الأمر الذي سنتولى تحليله ودراسته في المداخلة على ضوء الآراء النظرية التي أيدت هذا الطرح وعلى ضوء الأعمال التطبيقية التي جسدت عمليا هذه الرؤية. ويتناول موضوعنا عينات من النصوص الأدبية الحديثة التي تزاوج فيها بإحكام جمال السبك اللغوي الشكلي من جهة، ودقة الدلالات والمعاني المنبثقة عن هذا السبك من جهة ثانية.