بلاغة الفاصلة القرآنیة في سورة الرّحمن

Abstract

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصّمد الذي لم یشاركه في ربوبیته ولا في ألهویته ولا في صفاته من الخلق أحد الذي أنزل على عبده الكتاب تبصرة لأولى الألباب. لقد نشطت الجهود الفكریة لتتبع الظواهر اللغویة في القرآن الكریم ومن بین هذه الظواهر الفاصلة القرآنیة، وذلك للكشف عن أس ا رر هذا الكتاب المعجز، القرآن الذي یعد الكتاب الوحید الذي نال في الدنیا د ا رسة فیه وحوله، وبالرغم من هذا إلا أنه لا ی ا زل موضع بحث، في أفاقه الممتدة للكثیر من الدا رسین والباحثین حیث قال تعالى:"قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي، ولو ( جئنا بمثله مددا" سورة الكهف/ 109 إن القارئ وهو یتلو سور القرآن الكریم یتأثر لذلك فتقبل عاطفته مع أصواته عذوبة ورقة أحیانا، وتتوجس نفسه مع أصواته في زجر وشّدة أحیانا أخرى، وهذا إن لم یع معاني آیاته، ولعل السبب في ذلك یعود إلى الفاصلة القرآنیة" التي كلما تلقها سامع و أحسن الإصغاء إلا وانبهر لذلك وسلم وجهه لله، وأدرك أن هذا لیس بكلام بشر وذلك كما لها من قوة في الألفاظ وتناسق في الأصوات