عناصر البيئة في شعر محمود درويش الصّورة و الدلالة

Abstract

لقد كان الشعر أكثر الظواهر الأدبية تفاعلا و تجاوبا مع ظروف المجتمع والأمة، وأدق وسائل التصوير و التعبير عن تطوراتها، إضافة إلى دوره و فعاليته في المجالات النضالية و الثقافية و السياسية و الاجتماعية، وخاصة في حياة الشعوب و الأمم التي عانت ظروفًا قاسية ،ظروف الاستعمار و الظلم و الاضطهاد ، فبرز لها شعراؤها الذين صوروا آلامها و عبّروا عن أمانيها ، وأرهصوا لثورتها و شاركوا فيها سلاح الكلمة المنعمة بالأمل و الصمود من أجل بث الوعي في نفوس شعبهم،و التعريف بقضيتهم و الخروج بها من دائرتها الخاصة إلى العالم بأكمله،و لمّا كان هؤلاء الشعراء يتعرضون للاضطهاد و المطاردة من طرف الإستعمار الذي لا يرضيه سماع صرخة مستعمر به، لم يكن أمامهم بدّ إلاّ اللّجوء إلى استعمال الكلمات الموحية بدل الواضحة تجنبا لمطاردة الإستعمار، وخوفا من الاعتقالات التي كانت تلحقهم من جرّاء ذلك،و لعلّ من أبرز الشعراء الذين تعرضوا لمثل هذه الضغوطات و المطارات شعراء الأرض المحتلة الذين ذاقوا قسوة العذاب و مرارة العيش بسبب ما يتفوهون به و حرموا حتى من أبسط حقوقهم الشرعية و الوطنية و تعرضوا للنفي لا لشيء إلاّ لكونهم رفضوا الإستعمار ، ورفضوا الرضوخ لمطالبه، وعالجوا قضيتهم ودافعوا عن وطنهم و تكلموا عن أوضاعهم بقصائدهم التي كانت بمثابة الوسيلة لتوعية شعبهم و الإعلان عن معاناته وما يتعرض له داخل وطنه و خارجه