من الشَّكلانيَّة إلى البنيويَّة : إقصاء التَّاريخ والواقع المادِّي

Abstract

يستعرض البحث، من منظور نقدي، تراث الشكلانية الروسية ومن بعدها البنيوية، من خلال تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية التي استندت إليها والتي تصبُّ، في معظمها، في تكريس نظرة شكلية (formel) للنص الأدبي . إن مأزق النظرة الشكلية هنا ليس في المكون الشكلي للنص، والذي هو ضروري وملح في هذا الإطار، وإنما يكمن موضع التناقض في إلغاء المكونات الأخرى المرتبطة به خاصة الدلالة والسياق. كانت هذه النظرة محصلة معطيات سوسيو ثقافية هيمنت على التيارات الفكرية في أوروبا مع بداية القرن العشرين حيث حاول النقاد والمبدعين على حد سواء التحرر من عبأ المضمون دعوى أنه يفرغ الفن من محتواه. لكن هذه النظرة سرعان ما اصطدمت بطريق مسدود بعد استنفاد البنيوية للمحتوى الشكلي وبروز إشكالية الدلالة والسياق كما يؤرخ لدلك كتاب (حول المعنى Du sens ) لغريماس والذي صدر سنة 1970